الأحد، 28 ديسمبر 2025

بقيادة الذكاء الاصطناعي .. جمارك مصر تودع "الورقية" وتُعلن ملامح منظومة 2026 لخفض تكاليف الاستيراد


القاهرة - أ.ق.ت - فادى لبيب : أعلن أحمد أموي، رئيس مصلحة الجمارك، عن بدء التطبيق الإلزامي لنظام التسجيل المسبق للشحنات الجوية (ACI) مطلع يناير المقبل، مؤكداً أن المنظومة الجديدة تعتمد كلياً على الميكنة والذكاء الاصطناعي، بهدف إلغاء التعاملات الورقية وتحويل المطارات المصرية إلى مراكز لوجستية ذكية تضاهي المعايير العالمية ...


 طفرة في زمن الإفراج

كشف أموي عن نجاح المصلحة في خفض متوسط زمن الإفراج الجمركي خلال عام 2025 إلى 5 أيام فقط، مع استهداف تقليصه لـ 48 ساعة للسلع الاستراتيجية والأدوية والأغذية، لافتاً إلى أن برنامج "المشغل الاقتصادي المعتمد" يمنح الشركات الملتزمة أولوية قصوى ومسارات خضراء تضمن سلاسة التدفقات التجارية.


حوكمة الرقابة وحماية الأسواق

أوضح رئيس المصلحة أن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستقوم بمهام "التبنيد والتقييم الآلي" لضمان دقة التقديرات المالية، مشيراً إلى أن نظام (ACI) يسمح للدولة بتتبع الشحنات لحظياً من بلد المنشأ، مما يمنع دخول البضائع الرديئة وغير المطابقة للمواصفات، ويحقق أعلى مستويات الحوكمة والشفافية.


 تيسيرات واسعة للمستثمرين

أكد أموي أن وزارة المالية تعمل على تخفيف الأعباء عن القطاع التجاري عبر خفض تكاليف الاستيراد وتوثيق المستندات، مشدداً على ضرورة قيام المستوردين ووكلاء الشحن بالتسجيل عبر منصة "نافذة" قبل موعد التطبيق الإلزامي، حيث لن يُسمح بدخول أي شحنة جوية لم تحصل على الرقم التعريفي (ACID).


استثناءات المنظومة المتطورة

حدد البيان حالات محددة لا تخضع لنظام (ACI)، منها الطرود السريعة تحت 50 كجم، والأمتعة الشخصية، بينما تُمنح معالجة خاصة للبضائع ذات الطبيعة الحرجة كالقرنيات والأعضاء البشرية، وقطع غيار الطائرات، وواردات الجهات السيادية والدبلوماسية، بما يضمن سرعة الاستجابة للحالات الطارئة.




بناءً على تصريحات أحمد أموي، رئيس مصلحة الجمارك، إليك ملامح للشرح حول الآليات التشغيلية، القواعد الفنية، والحالات الاستثنائية التي ترسم ملامح المنظومة الجمركية الجديدة في مصر:




1. الآليات التشغيلية لمنظومة "ACI" الجوي

أوضح رئيس المصلحة أن النظام ليس مجرد إجراء رقمي، بل هو دورة عمل متكاملة تبدأ قبل تحرك الشحنة من الخارج:

إلزامية "المانيفست" الإلكتروني: يجب على شركات الشحن رفع بيانات الشحنة (المانيفست) إلكترونياً بالكامل عبر منصة "نافذة"، ولن يتم قبول أي ملفات ورقية.
مهلة قائمة التحقق: تلتزم شركات الشحن بإرسال "قائمة التحقق" قبل إقلاع الطائرة من مطار الشحن بـ 4 ساعات على الأقل، لضمان مراجعة المخاطر استباقياً.
منصة "كارجو إكس" (CargoX): هي القناة الوحيدة للمصدر الأجنبي لإرسال مستندات الشحنة إلكترونياً، مما يلغي الحاجة للبريد السريع والمستندات الورقية التي كانت تستغرق وقتاً وتكلفة.
صلاحية رقم ACID: الرقم التعريفي للشحنة الصادر إلكترونياً صالح لمدة 6 أشهر، مما يعطي مرونة كافية للمستوردين في ترتيب عمليات الشحن.


2. تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوكمة

كشف أموي عن دخول تقنيات متطورة لأول مرة لضمان العدالة والسرعة:

التبنيد والتقييم الآلي: يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات التاريخية للبضائع وتحديد "بند التعريفة" والتقدير المالي آلياً، مما يقلل من التقديرات الجزافية والتحليل اليدوي.
إذن التسليم الإلكتروني: تم إلزام شركات الشحن الجوي بإصدار إذن التسليم إلكترونياً، مما يمنع التلاعب ويسرع من عملية استلام المستورد لبضائعه فور الإفراج عنها.
التخليص المسبق: يتيح النظام للمستوردين البدء في إجراءات التخليص وسداد الرسوم قبل وصول الطائرة، بحيث تتم عملية الفحص والإفراج فور الهبوط.



3. تفاصيل الاستثناءات (القواعد الخاصة)

قسم رئيس المصلحة الشحنات التي لا تتبع الإجراءات التقليدية إلى فئتين:

أولاً: حالات خارج منظومة (ACI) تماماً

الشحن السريع: الطرود الجوية التي لا يتجاوز وزنها 50 كيلوجراماً.
الاستخدام الشخصي: البضائع التي ترد مع الركاب بوزن زائد عن المسموح به ويتم شحنها عبر شركات الطيران (شحن غير مصحوب).
الحالات الإنسانية والوطنية: نقل جثامين الموتى، واستعادة الآثار المصرية المهربة من الخارج.
الترانزيت المباشر: الشحنات التي تمر عبر المطارات المصرية دون دخول البلاد.


ثانياً: حالات تتطلب معالجة خاصة على "نافذة" (دون كارجو إكس)

هذه الحالات تُعامل بخصوصية نظراً لطبيعتها الاستعجالية أو السيادية:

المجال الطبي: القرنيات والأعضاء البشرية المتبرع بها.
قطاع الطيران: قطع غيار الطائرات والمعدات المستخدمة داخل الدائرة الجمركية بالمطارات.
الجهات السيادية: واردات الجهات السيادية، السفارات، البعثات الدبلوماسية، والمنح الحكومية.
الطوارئ: الشحنات الواردة في حالات الكوارث الطبيعية أو الجوائح الصحية.
المالية: أموال البنك المركزي الواردة من الخارج.



4. المزايا للشركات الملتزمة (القائمة البيضاء)

أكد أموي أن برنامج "المشغل الاقتصادي المعتمد" هو جوهر التيسير، حيث تحصل الشركات فيه على:

الفحص المستندي والفحص الفعلي: يتم تقليص نسب المعاينة والتدقيق لأدنى مستوياتها.
أولوية الدور: الحصول على أولوية في كافة الإجراءات الجمركية.
منسق اتصال: تخصيص موظف مسؤول لتذليل أي عقبات تواجه شحنات هذه الشركات.


5. دور التواصل المجتمعي

أشار أموي إلى أن المصلحة تعمل كشريك للمستثمر، وليس كرقيب فقط، من خلال:

توفير أدلة استرشادية (Manuals) مفصلة تشرح خطوات التسجيل لكل نوع من أنواع البضائع.
عقد لقاءات دورية (مثل اللقاء مع الـ 250 شركة) لسماع المعوقات وتعديل المسارات الإجرائية بناءً على تغذية مرتدة من واقع السوق.

الالتزام بالشراكة مع المجتمع التجاري 

واختتم رئيس مصلحة الجمارك تصريحاته بالتأكيد على أن المصلحة لن تدخر جهداً في تذليل كافة العقبات أمام شركاء النجاح من المستثمرين والمستخلصين، مشدداً على استمرار عقد اللقاءات الدورية وتوفير الأدلة الاسترشادية الشاملة لضمان الانتقال السلس نحو "الجمارك الذكية"، بما يخدم رؤية الدولة في تحويل مصر إلى منصة عالمية للتجارة والخدمات اللوجستية.


دعوة لسرعة توفيق الأوضاع 

ودعا أموي كافة المتعاملين مع المنظومة الجمركية إلى سرعة توفيق أوضاعهم والتسجيل على منصة "نافذة" قبل انتهاء المهلة التجريبية بنهاية ديسمبر الحالي، مؤكداً أن الالتزام بالمعايير الرقمية الجديدة ليس مجرد إجراء تنظيمي، بل هو ركيزة أساسية لتعزيز نفاذ الصادرات المصرية للأسواق الدولية ودعم قوة الاقتصاد الوطني في مواجهة التحديات العالمية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق